حقائق لم تكن تعرفها عن هجرة الطيور

  هجرة الطيور Birds migration

هجرة الطيور في العالم


تعد هجرة الطيور من الظواهر الطبيعية الأكثر إثارة للإعجاب، إذ ينتقل نصف أنواع الطيور كل عام بحثاً عن بيئات دافئة، وتختلف مدة الرحلات بين الأنواع المختلفة، فهناك بعض الطيور التي تقوم برحلات قصيرة، في حين تسافر أنواع أخرى آلاف الأميال.


 ويُشار إلى مصطلح هجرة الطيور بالتحديد، إلى النشاط الذي يقوم به الطيور حيث تطير لمسافات بعيدة لتفادي البرد القارس خلال فصل الشتاء.


سبب هجرة الطيور


تقوم الطيور بالهجرة للتنقل من مناطق الموارد المنخفضة إلى مناطق الموارد العالية، ومن بين الموارد الأساسية التي تبحث عنها الطيور الطعام ومواقع التعشيش. وتفضل بعض الأنواع الهجرة شمالاً في الربيع حيث تتوفر الحشرات والنباتات الناشئة بكثرة وتتوفر مواقع التعشيش، وينتقلون جنوباً مرة أخرى عند انخفاض درجات الحرارة وتقلص الموارد الغذائية، ويتحفزون للهجرة جراء الهروب من البرد. وعلى الرغم من ذلك، تستطيع طيور النورس والأنواع الأخرى تحمل درجات الحرارة المتجمدة بما أنها تتوفر لها مصادر الغذاء الكافية.



تسعى الطيور دائماً للعثور على الأماكن الدافئة والآمنة للتزاوج والحصول على الطعام. ولذلك، فإن الهجرة الموسمية تحدث في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية بشكل أساسي، حيث يكون من الصعب العثور على مصادر الطعام الملائمة والأماكن الآمنة للتزاوج خلال فصل الشتاء. ومن ناحية أخرى، فإن المناطق المدارية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تتميز بالحرارة الدائمة، مما يتيح للطيور الحصول على مصادر الطعام والعيش بسلام خلال مدار العام.


متى تهاجر الطيور


تتنوع أنماط هجرة الطيور بين الأنواع المختلفة، فبعضها تهاجر في فصل الربيع والصيف، وبعضها الآخر يهاجر في فصل الخريف والشتاء، بينما تعتبر بعض الأنواع غير منتظمة في أوقات هجرتها وأنماطها. تبدأ بعض الأنواع هجرتها جنوباً في بداية شهر يوليو، في حين تنتظر بعض الأنواع الطقس البارد جداً أو نقص الموارد الغذائية للانطلاق في رحلتها الهجرية. يشير العلماء إلى أن طول ساعات النهار يلعب دوراً حاسماً في تحفيز هجرة الطيور.


كيف تقوم الطيور بالهجرة


تتمتع الطيور المهاجرة بقدرات خارقة حيث يمكنها التحليق لآلاف الأميال في رحلتها السنوية، وتتبع نفس المسار الذي سلكته في العام السابق مع اختلاف طفيف، وتلاحظ أن طيور السنة الأولى غالبًا ما تهاجر لأول مرة بمفردها. وعلى الرغم من ذلك، فإنها قادرة على العثور على وجهتها الشتوية دون الحاجة إلى توجيهات محددة، وبمهارة تامة، تعود إلى المكان الذي ولدت فيه في الربيع التالي، وكأنها تتذكر مسار الطريق بالكامل.

 

الطيور المهاجرة


تتسم مهارات التنقل لدى الطيور بالغموض، إذ يبدو أنها تتجاوز الفهم البشري بسبب تعدد مصادر المعلومات التي تجتمع في دماغها خلال الرحلات الطويلة. فالطيور تستخدم عدة حواس لتحديد الاتجاهات والمواقع، فتتلقى معلومات البوصلة من الشمس والنجوم، وتشعر بالمجال المغناطيسي للأرض. وليس هذا فحسب، فالطيور تستفيد أيضًا من المعالم التي رأتها خلال النهار وموقع غروب الشمس.


تميل الطيور الصغيرة إلى الهجرة على جبهات واسعة عبر المناظر الطبيعية، وكشفت الدراسات التي تستخدم بيانات الطيور أن العديد من الطيور الصغيرة تسلك طرقا مختلفة في الربيع والخريف للإستفادة من الأنماط الموسمية في الطقس والطعام.


خطر هجرة الطيور


إنّ الشروع في رحلة بعيدة يمكن أن تمتد لآلاف الأميال ذهابًا وإيابًا هو مهمة شاقة وخطيرة، والتي تعتبر تحديًا كبيرًا لقدرات الطيور الجسدية والعقلية. وبالإضافة إلى التحديات الجسدية البارزة، فإن الطيور تواجه نقصاً في الإمدادات الغذائية وتعرضها لسوء الأحوال الجوية وزيادة التعرض للحيوانات المفترسة، كل هذه العوامل تزيد من مخاطر الرحلة.


في بعض الأحيان، تُجبر الطيور على الطيران عبر موائل قاسية وشاقة، كالصحاري التي تتسم بالجفاف وقلة المياه، أو فوق المحيطات التي لا يوجد بها ملاذ على الأرض وينعدم فيها الطعام. وقد تتعرض الرحلة أحياناً للصعوبة بسبب الظروف الجوية العاصفة، كما يمكن أن تتربص العديد من الحيوانات المفترسة على طول طريق الهجرة، مما يجعل المهمة أكثر تحدياً للطيور التي تبذل قصارى جهدها لتتمكن من الوصول إلى وجهتها بسلام.



كيف تتمكن الطيور من الاستمرار في التقدم خلال رحلاتها؟


تتغذي بعض أنواع الطيور على طول الطريق، وتتجنب معظمها الحيوانات المفترسة عن طريق الطيران في قطعان صغيرة خلال الليل، مما يتيح لها الفرصة للتغذية خلال النهار. وبالإضافة إلى ذلك، توجد بعض الطيور التي لا تتناول الطعام لعدة أسابيع خلال فترة الهجرة، وتتوقف على الطعام الذي تناولته قبل الهجرة وتخزين الدهون التي تمدّها بالطاقة أثناء الرحلة.


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم